أعطيت مساء اليوم بالمركب الثقافي الجديد بالحسيمة الإنطلاقة الرسمية لمهرجان النكور المتوسطي للمسرح الامازيغي الذي تنظمه جمعية ثفسوين للمسرح الامازيغي بالتنسيق مع المجلس البلدي ووزارة الثقافة و المعهد الثقافي الأمازيغي بالحسبمة تحت شعار المسرح الامازيغي، تاريخ، إبداع وتواصل.
فبحضور السيد والي جهة تازة الحسيمة تاونات وعامل عمالة إقليم الحسيمة والسيد عبد الحميد عقار رئيس اتحاد كتاب المغرب و السيد المدير الجهوي لوزارة الثقافة بدل الوزيرة ثريا العلوي ونائب الرئيس بلدية الحسيمة لعدم حضور الرئيس هو الآخر لإلتزامات خارجية عدة شخصيات مدنية و عسكرية، وأمام حشد كبير من المتتبعين وبحضور فعاليات من المجتمع المدني أعطيت الإنطلاقة الرسمية للمهرجان الذي استهله السيد محمد السمار رئيس المهرجان بكلمة أبرز من خلالها الدواعي التي كانت وراء فكرة تنظيم المهرجان، والتي هي بالأساس الرغبة في التأسيس للفعل المسرحي بالريف عبر خلق موعد سنوي يجعل من الفعل المسرحي بالمنطقة ممارسة مستدامة وممأسسة، هذا بالإضافة إلى الدور الذي من الممكن أن تلعبه الثقافة و المسرح بالخصوص في التنمية المرجوة و التي أكد السيد محمد السمار على تجلياتها الواضحة بالمنطقة على المستوى الثقافي و الفني، وأضاف نفس المتحدث أن اختيار "النكور" جاء كرمز للحضارة و الثقافة و التاريخ الذين كانت تتميز بهما حاضرة النكور عبر مئات السنين و إيمانا من الجمعية بعراقة الريف و الامازيغية على الواجهة المتوسطية وهو ما كان وراء اختيار هذا الإسم الأمازيغي ذو الدلالات الثقافية المتميزة بالمنطقة.
ومن جهته أكد السيد كريم الغازي النائب الأول لرئيس المجلس البلدي بالحسيمة في كلمة ألقاها أمام الحضور على أهمية تنظيم هذه التظاهرات الثقافية بالمدينة، مؤكدا على الدعم الذي تقدمه بلدية الحسيمة من اجل إنجاح مختلف التظاهرات الثقافية و الفنية التي تعرفها المدينة متمنيا في الأخير النجاح و التوفيق لفعاليات المهرجان.
نفس السياق ذهبت فيه كلمة السيد المندوب الجهوي الذي أكد في كلمته على عراقة و قدم الفعل المسرحي بالحسيمة و استحضر مجموعة من التجارب التي كان لها الشرف في تمثيل المنطقة في عدة مناسبات وطنية و الحصول على جوائز قيمة، واعتبر المهرجان استمرارية للفعل المسرحي الذي تم التأسيس له في خمسينيات القرن الماضي.
السيد عبد الحميد عقار رئيس اتحاد كتب المغرب جدد في كلمته دعم الإتحاد وكافة المبدعين و الكتاب المغاربة لهذا المهرجان الأول من نوعه في حاضرة الريف الحسيمة التي قال أنها تذكره بعراقة الثقافة المغربية، وأضاف أن مدينة الحسيمة تبقى مشتلا خصبا لإنتاج التجارب الثقافية المتميزة على المستوى الوطني.
بعد كلمات التقديم انتقل الحضور لمتابعة فصول مسرحية"ثاسريث نوزرو"لفرقة ثيفسوين للمسرح الأمازيغي التي تدور أحداثها في زمنين:زمن الحكي وزمن المحكي، ويتم زمن الحكي في ساحة بقرية متخيلة حيث تعود أبناء القرية على حضور الراوي "بوتزيت"الذي جسد دوره الفنان الشاب"طارق الصالحي"، والذي سيحاول هذه المرة إقحام الشاب ماسين الذي تقمص دوره"أحمد السمار" في زمن المحكي ليجسد دور "أفولاي" الراعي الشاب الذي سيجد نفسه في الزمن الغابر في مواجهة مع إله الجبال الذي سيمنحه نصف ناي طالبا منه البحث عن النصف الأخر ب"تموداس" عند بنت رئيسها بالتبني،وفي رحلة بحثه سيلتقي ب"أكيل العراف الأعمى" الذي جسده الفنان رشيد اسماعيلي والذي سيعينه بعد أن تعرف على سر الراعي وعلاقة أطلس ب "تيلا" حفيدته التي تم اختطافها من طرف "أسكيلوس"الحاكم، وهو الدور الذي جسدته بكل احترافية الفنانة الأنيقة و المتألقة أنيسة أكري، لكن بعد لقاء "أفولاي" ب"تيلا" يرفض أسكيلوس السماح لها بمرافقة أفولاي وسيحاول قتله كما خطط لذلك الراوي "بوثيزيت" في حكايته، ولكن وفي غفلة من الأحداث وبعد مواجهة بين أفولاي و أسكيلوس ستموت "تيلا" مضحية من أجل عشيقها "أفولاي".
المسرحية لقيت تصفيقا حارا من الجمهور الغفير الذي غصت به جنبات قاعة العروض بدار الثقافة التي تم افتتاحها اليوم إنطلاق فعاليات المهرجان، واستغرق التصفيق لدقائق متواصلة تأكيدا على نجاح الممثلين في تقمص شخصيات المسرحية.
بعد ذلك تواصلت فعاليات المهرجان بعرض مسرحية "بلادي" لفرقة ادم للإنتاج الفني القادمة من مدينة سلا، المسرحية التي جسدها كل من الفنان الكبير عبد الكبير الركاكنة و سعيد باي و عدد من الفنانين الموهوبين، والتي تكفل بكتابتها وإخراجها الفنان المغربي العالمي ادريس الروخ، المسرحية تتناول موضوع الهجرة السرية و الإغتراب و اللامساواة و الميز العنصري الذي يعانيه المهاجرون المغاربة السريون في البلاد الأجنبية.
وأجمعت مختلف الفعاليات التي حضرت اليوم الأول للمهرجان عن النجاح الكبير الذي عرفه اليوم الأول للمهرجان آملين في أن تستمر فعاليات المهرجان على ذات المنوال.