مسلمو بلغاريا.. تزايد التشدّد تجاههم يذكر بـ"كابوس" الشيوعيةLos musulmanes en Bulgaria .. El aumento de la militancia en contra de ellos, que recuerda  







يمثلون نحو 12% من مجموع السكان
Los musulmanes en Bulgaria .. El aumento de la militancia en contra de ellos, que recuerda de la "pesadilla" del comunismo



مسلمو بلغاريا.. تزايد التشدّد تجاههم يذكر بـ"كابوس" الشيوعية
أحزاب قومية متطرفة
استهداف المسلمين
الخوف من الوقوع فريسة للتشدّد
الحجاب والجينز
قرويون مسلمون يعملون في مزارعهم
alarabiyaالعربية
كروموفجراد (بلغاريا) - رويترز
بعد 20 عاماً من شن بلغاريا التي كانت شيوعية في ذلك الحين حملة اضطهاد للأقلية المسلمة يخشى مصطفى يومر من أن تزايد مشاعر كراهية الاجانب ربما تعيد هذا الكابوس مرة أخرى.قاد يومر المقاومة وحملات الاضراب عن الطعام احتجاجاً على حملة لإجبار المسلمين على الحصول على أسماء بلغارية في ربيع عام 1989، وهو يقول الان ان الخطاب السائد المناهض للمسلمين يذكي الكراهية العرقية ويفتح الجراح القديمة.وقال الفيلسوف والمعلم السابق البالغ من العمر 65 عاماً "نحن جميعا قلقون للغاية، الناس خائفون من الاحزاب اليمينية المتطرفة التي تريد أن تتحول بلغاريا الى دولة ذات عرق واحد".

ويمثل المسلمون نحو 12% سكان بلغاريا البالغ تعدادهم 6ر7 مليون نسمة وأغلب النسبة المتبقية تنتمي الى الكنيسة الارثوذكسية في بلغاريا، ونالت البلاد الاشادة لتجنبها الاشتباكات العرقية بعد نهاية الحرب الباردة بما يتناقض مع يوغوسلافيا السابقة التي تحدها الى الغرب.وبلغاريا هي البلد الوحيد في الاتحاد الاوروبي الذي يضم سكانا مسلمين ليسوا من المهاجرين منذ فترة قريبة وأغلبهم منحدرون من أصول تركية وصلوا خلال الحكم العثماني الذي استمر خمسة قرون والذي انتهى عام 1878، وهم يعيشون جنباً الى جنب مع المسيحيين وتربطهم علاقات الجيرة.

أحزاب قومية متطرفة
ولكن تزايد شعبية حزب "الهجوم"، وهو قومي متطرف، وتشدد موقف ساسة يمينيين اخرين تجاه المسلمين قبل انتخابات برلمانية تجرى في يوليو/تموز كشف عن بعض الشقوق في المثال الذي كانت تضربه بلغاريا.ومن غير المرجح أن يكون حزب الهجوم جزءاً من الحكومة المقبلة، ولكنه ساعد على تحديد النبرة السائدة في الحملات الانتخابية.ويشعر من هم من ذوي أصول تركية والبوماك وهم السلاف الذين اعتنقوا الاسلام خلال الحكم العثماني بالصدمة والانزعاج من اتهامات بأنهم يهدفون الى اقامة مناطق للحكم الذاتي وأن بعض قراهم أصبحت معاقل للتشدد الاسلامي.وقال فولن سيديروف زعيم حزب الهجوم خلال مظاهرة انتخابية في مايو ايار "اذا سكتنا ولم نتصرف كوطنيين بلغار فسوف يغزوننا في يوم من الايام دون شك سوف يضمون اليهم مناطق بأسرها".

استهداف المسلمين
وهناك أكثر من 100 واقعة تعرضت فيها مساجد ومبان أخرى للمسلمين للتخريب خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية.ومنعت الفتيات من ارتداء الحجاب في بعض المدارس والجامعات في أول مظهر في بلغاريا لقضية أثارت التوترات في غرب أوروبا.ويخشى بعض المسلمين من فقد الحقوق المدنية التي اكتسبوها خلال العشرين عاماً المنصرمة ويخشون تكراراً محتملاً للقمع الذي شهدته الثمانينات في حالة انضمام القوميين الى حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التي تجرى في الخامس من يوليو/تموز.ويقول معلقون ان زيادة شعبية المشاعر القومية ظهرت بسبب استياء الناخبين من تدني مستويات المعيشة الى جانب ارتفاع مستوى الفساد والجريمة المنظمة.وبلغت "حملة النهضة" التي أطلقها الديكتاتور الشيوعي السابق تودور جيفكوف لتذويب المسلمين قسراً ذروتها بحملة لاجبارهم على تغيير اسمائهم وخروج أكثر من 300 ألف من ذوي الاصول التركية الى تركيا المجاورة عام 1989.وتشير تقديرات عديدة الى أن ما بين 500 و1500 شخص قتلوا وهم يقاومون حملة التذويب القسري بين 1984 و1989 كما أن آلافاً آخرين ألحقوا بالمعتقلات، وأدت حملة القمع الى تفجيرات قنابل شنها أتراك عرقيون وأسفرت عن مقتل كثيرين.وقال فكري جوليستان (49 عاماً)، وهو طبيب أسنان في مومشيلجراد، حيث تمثل التركية لغة الحياة اليومية "كان من الممكن أن تكون الجراح اندملت الان لو كان بعض الناس قد توقفوا عن فتحها".

الخوف من الوقوع فريسة للتشدّد
ويحذر زعماء دينيون من أن بعض أفراد الاقلية المسلمة ربما يسقطون فريسة لبعض الجماعات الاسلامية الاجنبية التي تحاول تحويلهم للتشدد.وقال حسين حافظوف المساعد لمصطفى عليش حاجي مفتي المسلمين في بلغاريا "نبذل قصارى جهدنا لمنع هذه العملية نحاول السيطرة على المساجد وعلى كل الشعائر حققنا نجاحاً الى الان".وأضاف حافظوف "يتهموننا باستمرار بأننا ارهابيون ونمثل خطرا على الامن في هذا البلد، لا نعلم ما اذا كان جزء من هذا المجتمع سيتوقف عن الشعور بذلك في يوم من الايام".ويقول مكتب المفتي ان 323 مسجدا أقيمت خلال السنوات التسع عشرة الماضية وأغلبها بتبرعات من أفراد ومنظمات في دول مسلمة بما في ذلك تركيا.وتجري الشرطة تحريات حول عدد من المؤسسات الاٍسلامية الاجنبية وقامت ببعض الاعتقالات منذ عام 2000 للاشتباه في محاولة الترويج للتشدد وتدريب أصوليين ولكن لم توجه أي اتهامات.وفي مارس/أذار أطلقت أجهزة الامن بناء على شكوى من سياسي يميني تحقيقاً مع رئيس بلدية ومعلم للدراسات الاسلامية من قرية ريبنوفو للاشتباه في تقاضيه أموالاً من الخارج لنشر التشدد الاسلامي.ولم توجه أي اتهامات ولكن القضية شغلت مساحة كبيرة في الصحف وغيرها من وسائل الاعلام وظهرت رسالات مناهضة للمسلمين مثل "بلغاريا للبلغار".وينفي زعماء دينيون وجود التشدد الاسلامي ويقولون ان قضية ريبنوفو تزيد من المخاوف من أن الساسة يهددون ثقافة التسامح في المجتمعات المختلطة.ولكن محللين يقولون ان علاقة الجوار الطيبة السائدة منذ زمن طويل و45 عاماً من الالحاد خلال الحكم الشيوعي جعلت من الصعب على المتشددين الاسلاميين أن يجدوا لهم موطئ قدم في بلغاريا.وقالت انتونينا جيلازكوفا رئيسة المركز الدولي لدراسات الاقليات ومقره صوفيا "أغلب الاتراك في بلغاريا من العلمانيين تم صد مروجي التشدد حتى الان".

الحجاب والجينزalhijab o jeans
وترتدي الشابات المسلمات سراويل الجينز الضيقة وقمصاناً بلا أكمام ويصففن شعرهن على أحدث صيحة بدلاً من ارتداء الحجاب، في حين أن مدرسة ثانوية اسلامية في مومشيلجراد تجد صعوبة في اجتذاب التلاميذ اليها.ويرتدي الحجاب الذي كان يحظره الشيوعيون في الثمانينات بشكل أساسي النساء الاكبر سنا من أصول تركية والبوماك الفلاحون من كل الاعمار رداً على اضطهاد الماضي والتعبير عن صحوة في المشاعر الدينية بين المسلمين.ويقول محللون ان اللعب بورقة المسلمين قبل أسابيع من الانتخابات ساعد عدداً من الاحزاب بما في ذلك حركة الحقوق والحريات لذوي الاصول التركية الذي يسعى لتعبئة الناخبين.ويقول الكثير من المسلمين انهم يشعرون بخيبة الامل تجاه حركة الحقوق والحريات، لانه لم يتمكن من جذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل في مناطقهم التي تظل واحدة من أفقر المناطق في بلغاريا.ولم يكن أي من الاحزاب الاخرى بما في ذلك الحزب الاشتراكي الحاكم يمثل بديلاً مقبولاً لدى الاقليات.وتقدر المؤسسات التي تجرى استطلاعات الرأي أن ما بين 10 آلاف و30 ألفاً ممن هاجروا الى تركيا يعودون وقت الانتخابات للتصويت لصالح حركة الحقوق والحريات وأن أنقرة تشجعهم على ذلك.وقال قادر اوزلم من رابطة الثقافة والتضامن للمهاجرين في البلقان بمدينة بورصة والذي توجه والداه الى تركيا عام 1989 "تريد تركيا وجود أقلية تركية قوية في بلغاريا يقوي هذا من سيطرة تركيا في العلاقات الثنائية".كما أن تشدد الموقف تجاه المسلمين في بلغاريا زاد من قوة معارضة انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي فقد أظهر استطلاع أجري في أواخر العام الماضي أن 49% من البلغار يعارضون عضوية أنقرة مقابل تأييد 35%.ويشن حزب الهجوم حملته الانتخابية تحت شعار "لا لتركيا في الاتحاد الاوروبي" في انتخابات البرلمان الاوروبي المقررة في السابع من يونيو حزيران.وقالت بوريانا ديميتروفا من مركز الفا للابحاث وهي شركة مستقلة لاستطلاعات الرأي "ما من أحد يضمن أن المارد لن يخرج من القمقم ولكن بالنسبة للوقت الراهن هناك مجموعتان بشكل
أساسي تستغلان المسألة العرقية
الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية
رضا عبد الودود:يعيش في بلغاريا أكثر من 3 ملايين مسلم يواجهون مخاطر التهميش وحرمان مناطق تركزهم في الجنوب والجنوب الشرقي وشمال شرق بلغاريا من الاستثمارات الاقتصادية، إذ يعاني نحو 60%-70% من البطالة بسبب السياسات اليمينية التي تسعى لتطهير بلغاريا من الجنس التركي...ويقول المؤرخون: إن الإسلام بدأ في الانتشار في بلغاريا مع الفتح العثماني للعاصمة صوفيا عام 1383 ميلادية، وحكمها العثمانيون 495 سنة أي حتى عام 1878م. ويشكل المسلمون حاليا حوالي 17 % من إجمالي السكان..وكان في صوفيا وحدها 30 مسجدا لم يبق منها إلا مسجد واحد فقط..
مسلمو بلغاريا تعرضوا لاضطهاد واسع في العهد الشيوعي و أممت أراضيهم وأجبروا على تغيير أسمائهم الإسلامية
ومن المعروف أن مسلمي بلغاريا تعرضوا لاضطهاد واسع في العهد الشيوعي؛ حيث أممت أراضيهم وأجبروا على تغيير أسمائهم الإسلامية بأخرى بلغارية، كما أجبروا على الهجرة عدة مرات كان آخرها في أواخر الثمانينيات؛ حيث هاجر 320 ألف مسلم تركي من بلغاريا إلى تركيا ودول أخرى، وبعد سقوط الشيوعية سمح لهم باستعادة أسمائهم الإسلامية، لكن عمليات الهجرة استمرت بسبب تردي الأحوال الاقتصادية.وعلى الرغم من تواصل الحملات العدائية التي تشنها العديد من القوى الدولية ضد المسلمين تحت مسميات عدة؛ سواء مكافحة الإرهاب، أو تهديد البناء الاجتماعي للمجتمعات غير الإسلامية... إلا أن الفترة الأخيرة شهدت العديد من التطورات الإيجابية التي تدفع نحو حصول المسلمين على حقوقهم السليبة.. حيث يشاركون في الإئتلاف الحاكم بين الاشتراكيين وحركة الحقوق والحريات"الممثل الرئيس لمسلمي بلغاريا"، إضافة لدعمهم الرئيس "جورجي بارفانوف" في الانتخابات الرئاسية الأخيرة..
مأساة ممتدة
ولعل الإطلالة على تاريخ معاناة المسلمين في بلغاريا تكشف عن مدى التقدم الذي حققه مسلمو بلغاريا منذ عام 1994م، رغم الظروف القاسية التي يعايشونها في ظل جميع الحكومات المتعاقبة، فمنذ حوالي أربعين سنة حاول الحزب البلغاري الشيوعي الحاكم أن ينهي الوجود الإسلامي التركي في بلغاريا، فاستولى على مساجدهم وأوقافهم، وحرم عليهم دراسة الدين الإسلامي أو تداول المصاحف. ولأن الحزب الشيوعي البلغاري الحاكم تمادى في قهره وعناده إلى درجة سن القوانين التي تحرم الأقلية التركية المسلمة من تقلد الوظائف، أو الاستفادة من الخدمات التعليمية والصحية والتأمينية، ما لم يغيّروا أسماءهم، وتنقيتها من كل ما له علاقة بأسماء أو مسميات إسلامية. من ذلك: أن كل من يشتمل اسمه أو لقبه أو كنيته على محمد أو أحمد أو عبد الله أو أي من أسماء الله الحسني، أو الصحابة (مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي) كان يتعرض لهذه التفرقة التعسفية. كذلك حُرم على أفراد هذه الأقلية تعلم اللغة التركية أو التحدث بها.. هذا كله رغم أن الأتراك المسلمين البلغار هم الآن من سكان بلغاريا الأصليين الذين اعتنقوا الإسلام منذ القرن السادس عشر، مع الفتح العثماني لبلغاريا والبلقان.
ولأن مسألة "الهوية" من أكثر الأمور الإنسانية تعقيدًا، فإن الأقلية التركية المسلمة قاومت, ثم أذعنت، ولكن لم تتخل أو تستسلم في الدفاع عن هويتها.
وقد اكتشف بقية البلغار والعالم ذلك بمجرد سقوط الشيوعية في بلغاريا ومنذ ذلك الوقت (1990) وليس لهذه الأقلية التركية المسلمة من شاغل إلا استعادة هويتهم وتنظيم صفوفهم دون التخلي عن شبلغاريتهمدد فهم لم يقبلوا -لا قبل سقوط الشيوعية ولا بعدها- عروض الرحيل إلي تركيا أو غيرها من بلدان ذات أغلبية إسلامية.
وعقب انهيار الحكم الشيوعي في 1990م دخلت واشنطن بقوة في أعماق الداخل البلغاري بحجج أمنية ذاق المسلمون خلال تلك الفترة الممتدة منذ 1990 وحتى الآن مرارات وصفهم بالإرهاب رغم الإرهاب القسري الذي مورس ضدهم من جميع فئات المجتمع البلغاري والغربي، كادت تعصف بوجودهم أساسًا لولا ما منحهم الله من ميزة فطريةد حيث يعد الشعب الجنس البلغاري من أكثر شعوب العالم إنجابًا.
مشاركة مسلمي بلغاريا
وكان حزب حركة الحقوق والحريات -الذي يمثل الأقلية المسلمة والحزب الاشتراكي البلغاري- قد وقع يوم الأحد 24/7/2005 اتفاقًا لتشكيل ائتلاف حكومي يضم 13 عضوًا من الحزب الاشتراكي و5 وزراء من الحركة, فضلاً عن أعضاء من أحزاب أخري ليس من بينها حزب الوسط القومي الحاكم الذي رفض الانضمام للائتلاف.يذكر أن حركة الحقوق والحريات المسلمة قد انضمت إلى الحكومة لأول مرة في عام 2001 بعد فوزها بـ20 مقعدًا في الانتخابات، ومثلها في تلك الحكومة وزيرا شالزراعةد وشالآفات والطوارئد, علاوة علي سبعة مناصب: نائب وزير بوزارات الصناعة والدفاع والمالية والاقتصاد والإسكان والبيئة، وثلاثة من حكام الأقاليم في بعض المدن الرئيسية، من بينها العاصمة صوفيا. وفي الانتخابات البلدية التي جرت في عام 2003 حصلت علي 10% من الأصوات، ونفس النسبة حصل عليها حزب حركة الوسط القومي.
يذكر أن حركة الحقوق والحريات قد تشكلت أثناء الحكم الشيوعي لبلغاريا كرد فعل على حملة الإدماج الإجبارية التي طبقتها الحكومة علي الأقلية المسلمة التي تعرضوا خلالها لاضطهاد واسع، حيث أممت أراضيهم، وأجبروا علي تغيير أسمائهم الإسلامية إلي أخري بلغارية. وتعتمد الحركة علي دعم المسلمين ذوي الأصول التركية -وعددهم حوالي 800 ألف ، إضافة إلي السلافيين الذين دخلوا في الإسلام في أثناء حكم العثمانيين، فضلاً عن مجموعة قليلة العدد من الغجر المسلمين.
ويتركز المسلمون ببلغاريا في الوقت الحاضر في جنوب وجنوب شرق البلاد. وتشير إحصاءات رسمية إلي أن نسبة المسلمين في بلغاريا حاليًا تصل إلي 2.12% من إجمالي السكان البالغ عددهم نحو 9 ملايين نسمة.. أما الحزب الاشتراكي البلغاري فهو الحزب الشيوعي السابق الذي أعيد تشكيله وتسميته بعد 45 عامًا حكم فيها بلغارياد حيث قام زعيمه جورجي بارفانوف بإدخال تعديلات إصلاحية عليه عام 1996 ليصبح جماعة شاشتراكية ديمقراطيةد. وقد أصبح بارفانوف أحد الشخصيات البارزة في بلغاريا حتي تولي رئاسة الدولة بعد فوزه في انتخابات عام 2001، ثم فوزه بفترة رئاسية ثانية في 29/10/2006م.
مستقبل مسلمي بلغاريا
ويبقي أمام مسلمي بلغاريا عدة تحديات تواجههم علي المدى القريب،
أولها: التنصير: حيث إنه بعد انضمام بلغاريا للاتحاد الأوروبي لن يحدث للمسلمين ما حدث في الماضي, لكن يبقي خطر التنصير ووصم المسلمين بالإرهاب الموضة السارية في أوروبا قاطبة، مما سيحرم المسلمين من الحريات فيُعتدي علي خصوصياتهم ويرهبون إعلاميًا وثقافيًا.
وتستخدم الحكومة سلاح البطالة والحصار لإغراء شباب المسلمين بالارتداد عن دينهم والاندماج في المجتمع البلغاري إذا أرادوا التغلب علي أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية المعقدة، فهم محرومون من الالتحاق بالمدارس الراقية والجامعات المتقدمة والوظائف السيادية.
ثانيًا: حملات التشويه والإذابة: المسلمون في بلغاريا وعلي الرغم من حصولهم علي بعض الحقوق ، حيث سُمح لهم منذ سنة 1994م بفتح بعض المدارس وتكوين الأحزاب والمشاركة في الانتخابات، إلا أنهم لم يستعيدوا بعد أسماءهم الإسلامية التي فرضتها عليهم الشيوعية والتي فقدت حيادها وموقفها الثابت من الدين فبدت أرثوذكسية أكثر منها ملحدة!
بالإضافة لرزمة القوانين والتنظيمات الإدارية التي تحرم الأقلية التركية المسلمة من تقلد الوظائف, أو الاستفادة من الخدمات التعليمية والصحية والتأمينية.
علاوة علي العداء المستمر من قبل الحكومة البلغارية للمسلميند حيث مازالت المخاوف قائمة لدي المسلمين من تبني الحكومات المتتالية الجرائم الشيوعية ضد المسلمين هناك, وإن كانت صور هذه الجريمة تتم بصورة أقل شراسة بوضع العراقيل أمام قيام المسلمين بأي دور سياسي وتعميق الخلافات بين القيادات المسلمة وإغرائهم بالسلطة والمال لشق صف المسلمين وإشاعة الفرقة بينهم, وممارسة أشد الضغوط الاقتصادية علي مناطقهم بإبقائها أسيرة الفقر والجهل، وطبقًا لهذا الأسلوب تنامي الفقر بصورة مفزعة وسط مسلمي بلغاريا، ونهش غول البطالة أجسادهم لدرجة أن 75% من مسلمي بلغاريا من دون عمل, وهو ما يفتح الباب أمام منظمات التنصير لصهر هويتهم.
ثالثًا: التحديات الثقافية: حيث يواجه المسلمون في بلغاريا في المرحلة الحالية عدة مصاعب، أبرزها: طبيعة المجتمعات الأوروبية, وانفتاحها الكبير, وقلة عدد الجمعيات والمؤسسات الإسلامية, وقلة الكتب الإسلامية المترجمة حيث لا توجد -حتي الآن- ترجمة معتمدة للقرآن باللغة البلغارية، إضافة إلي الصعوبات التي يصنعها الشيوعيون لإعاقة العمل الإسلامي.
يعاني المسلمون البلغار عدم وجود مساجد تستوعب المصلين ففي العاصة (صوفيا) لا يوجد سوي مسجد واحد تؤدَّى فيه صلاة الجمعة
ويعاني المسلمون البلغار عدم وجود مساجد تستوعب المصلين، ففي العاصة (صوفيا) لا يوجد سوي مسجد واحد تؤدَّي فيه صلاة الجمعة، وهو بحاجة إلي ترميم وفرش, بالإضافة إلي الاحتياج الشديد إلي إنشاء المدارس الإسلامية, وتزويدها بالمدرسين والدعاة المتخصصين في كافة المدن البلغارية التي يتكثَّف فيها الوجود الإسلامي.
رابعًا: براجماتية الحكومة التركية: فعلي الرغم من الاهتمام والدعم اللذين توليهما حكومة رجب أردوغان التركية لقضية المسلمين البلغار بخلاف الحكومات السابقة التي كانت تعد إلى فترة قريبة الداعم الأول لمسلمي بلغاريا, لكن هذا الدعم تلاشي قبل عدة سنوات، حيث توصلت الحكومات التركية المتعاقبة منذ عهد ديميريل وتانسو تشيللر ومسعود يلماظ إلى صفقة مع النظام البلغاري أنهت مساندة تركيا للمسلمين والاعتراض على سوء أوضاعهم مقابل وقف جميع أشكال الدعم والمساندة التي تقدمها بلغاريا لحزب العمال الكردستاني وترحيل كوادره من الأراضي البلغارية، بما يهدد أوضاع المسلمين على المدى البعيد..
خامسًا: الجهل بتعاليم الإسلام: ويأتي بعد ذلك الجهل الشديد بتعاليم الإسلام وعدم معرفة أبسط العبادات مثل الصلاة، والصوم، وتنامي تيار يكتفي بمعلومات مختصرة وبدائية في مجال الدين، والنظر إلي الإسلام علي أنه دين مناسبات واحتفالات وأن العبادات فيه أمر اختياري وليس إجباريًا، وهذا الأمر هو ثمار الفترة الشيوعية التي مارست أبشع درجات الحصار ضد المسلمين، ومازالت آثارها باقية رغم انهيارها منذ 16 عامًا..
والسبب واضح ويتمثل في تبني الحكومات المتعاقبة استراتيجية الشيوعيين في إذابة الإثنية المسلمة في بلغاريا. بما يهدد التقدم السياسي الذي نجح حزب الحقوق والحريات -بقيادة أحمد دوجان- في انجازه.. بما يضع في أعناق مسلمي العالم ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمؤسسات الخيرية انقاذ 3 مليون مسلم ، بتقديم يد العون لهم، بعدما تمسكوا بدينهم رغم أخاديد الإذابة والصهر التي نصبها الشيوعيون لهم علي مدار أكثر من أربعين عامً.. ".
المزيد من المعلومات هنا

أوباما يثير جدلاً في مصر حول "منع الصلاة" بمسجد السلطان حسنObama y un debate en Egipto sobre la "Prevención de la oración,"  







مسؤول بالأزهر أيّد قرار إغلاقه
أوباما يثير جدلاً في مصر حول "منع الصلاة" بمسجد السلطان حسن

طوق أمني
نائب إخواني: منع الصلاة غير جائز شرعاً

القاهرة - مصطفى سليمان
تقدم محسن راضي، عضو الكتلة البرلمانية لجماعة الاخوان المسلمين في البرلمان المصري الاثنين 1-6-2009 ببيان عاجل الى رئيس مجلس الشعب ضد شيخ الازهر ووزير الداخلية ورئيس الوزراء اعتراضاً على إغلاق مسجد "السلطان حسن" بسبب زيارة الرئيس الأمريكي له ضمن جولته السياحية بالقاهرة على هامش زيارته المرتقبة لمصر يوم الخميس القادم وإلقائه خطاباً للعالم الاسلامي.إلا أن رئيس لجنة الفتوى السابق بمجمع البحوث الاسلامية بالأزهر أيد قرار اغلاق المسجد ومنع المصلين من الصلاة فيه لدواع أمنية حسب ما يرى ولي الأمر.وكانت تقارير صحافية تحدثت أمس عن زيارة الرئيس الأمريكي لأحد المساجد التاريخية في القاهرة خلال جولته السياحية، ورجحت التقارير أن يكون المسجد هو مسجد السلطان حسن أو مسجد محمد علي أو الجامع الأزهر.

طوق أمني
وقال النائب الإخواني محسن راضي لـ"العربية.نت": "لقد منعت الأجهزة الامنية الدخول الى مسجد السلطان حسن من اليوم استعداداً لزيارة الرئيس الأمريكي له بما يعني منع الصلاة في هذا المسجد، وهو أمر لا يجوز شرعاً".وأكد النائب "لقد فرضت السلطات المصرية طوقاً أمنياً حول المسجد لمسافة طويلة ونبهت على المحال التجارية الكائنة بجوار المسجد بالاغلاق ابتداء من يوم الأربعاء المقبل، ما يمثل قطعاً لأرزاق هؤلاء الناس الذين لا تعنيهم الزيارة من قريب أو بعيد".وأضاف "طالبت بأن يصدر شيخ الأزهر بياناً يوضح فيه الرأي الشرعي حول منع الصلاة في المساجد وعقوبة ذلك في الشريعة الاسلامية، وطلبت أيضاً توضيحاً من وزير الداخلية المصري حول منع المواطنين من الصلاة في المسجد".وبدوره قال الشيخ سيد عسكر عضو البرلمان المصري "إنه لا يجوز اطلاقاً لأي سبب من الأسباب اغلاق مسجد من مساجد الله، وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً".وأضاف الشيخ عسكر "نحن لا نلوم الرئيس الأمريكي على زيارته لأي مسجد ولا مانع من دخوله للمسجد، ولكننا نلوم السلطات المصرية على هذا التصرف ومنع الصلاة كبيرة من الكبائر".ولكن الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بمجمع البحوث الاسلامية يرى أنه يجوز اغلاق المسجد لدواع أمنية في مثل هذه الظروف، وقال لـ"العربية.نت: "لا مانع شرعاً من اغلاق المسجد لحين اتمام زيارة الرئيس الأمريكي وليس في الأمر حرج أو إثم".وأضاف "هناك مساجد كثيرة بالمنطقة المحيطة بالمسجد الذي سيزوره الرئيس الأمريكي ولن تمنع الصلاة نهائياً، وليصلي المسلمون في أي مسجد آخر، خاصة أننا نعيش أجواء غير آمنة هذه الأيام، فتفجيرات الحسين مازالت حاضرة أمامنا ، وإذا رأى ولي الأمر أن في اغلاق المسجد مصلحة وضرورة فهو أمر جائز