بمساعدة المحافظين الجدد والحركات اليهودية اليمينية  


بمساعدة المحافظين الجدد والحركات اليهودية اليمينية

:
مخرج فيلم "فتنة" يحشد المال في أمريكا
بقلم دانييل لوبان و إيلي كليفتون/انتر بريس سيرفس

واشنطن, مارس (آي بي إس) - بمساعدة المحافظين الجدد والجماعات اليهودية اليمينية، جاب غيرت ويلدرز، النائب البرلماني الهولندي ومخرج فيلم "فتنة" المسيء للإسلام، مختلف أنحاء الولايات المتحدة, في جولة لحشد التبرعات لنفقات الدفاع عنه في القضية المرفوعة ضده في بلده.

فعلي الرغم من تصريح ويلدرز بأن الهدف من جولته الأمريكية هو الترويج لحرية التعبير، تولي "تحالف" من جماعات وتنظيمات مختلفة، يوحد بينها أساسا عداؤها تجاه الإسلام، رعاية الجولة والترويج لها.

وجمع هذا "التحالف" بين تنظميات للمحافظين الجدد وجماعات يهودية يمينية في الولايات المتحدة من ناحية، وشخصيات متصلة باليمين المتطرف في أوروبا من ناحية أخري.

ويشار إلي أن ويلدرز قد تحول إلي شخصية لامعة في نظر اليمين الأمريكي، بعد إتهامه في يناير في هولندا بالتحريض علي الكراهية والتمييز، ورفض بريطانيا في فبراير التصريح له بدخول أراضيها لأسباب أمنية.

وقدم ويلدرز أثناء جولته في الأسبوع الأخير من فبراير، عرضا لمدة 17 دقيقة لفيلمه المعادي للإسلام، في مجلس الشيوخ الأمريكي، بإستضافة السناتور الجمهوري عن أريزونا جون كيل.

كما تحدث في برامج بيل أو ريلي و غلين بيك التلفيزونية اليمينة المعروفة، وعقد إجتماعات خاصة مع مجلس تحرير جريدة "وول ستريت جورنال"، وتحدث مع السفير الأمريكي السابق لدي الأمم المتحدة جون بولتون في مؤتمر العمل السياسي المحافظ.

وتوج ويلدرز جولته المكثفة في نادي الصحافة الوطني، حيث كرر مناداته بوقف الهجرة الوافدة من الدول الإسلامية، وأكد وسط موجة من التصفيق أن "ثقافتنا الغربية المبنية علي المسيحية واليهودية والإنسانية، هي أفضل من كل ناحية من الثقافة الإسلامية".

ويعرف ويلدرز أيضا بدعوته لحظر القرآن والملابس والمدارس الإسلامية في هولندا، وجزمه بأنه "لا يوجد أي إسلام معتدل".

هذا وكانت ضمن الجهات الراعية الرئيسية لجولته الأمريكية، منظمات للمحافظين الجدد كمركز فرانك غافني لسياسة الأمن، ومركز ديفيد هورويتز للحرية، ومنتدي دانييل بايبس للشرق الأوسط الذي يساعد علي جمع التبرعات لنفقات المحاماة القانونية عن ويلدرز.

كما برز من بين الجهات التي رعت جولة ويلدرز، "التحالف اليهودي الجمهوري" الواسع النفوذ والذي يضم مجلسه كل من شيلدون أديلسون أحد عمالقة "الكازينو"، وآري فليشر المتحدث السابق بإسم البيت الأبيض، والكاتب المحافظ الجديد ديفيد فروم.

كذلك فقد روجت لجولة ويلدرز المدونة المحافظة الأمريكية باميلا غيلير، التي تولت رعاية حفل إستقبال علي شرفه في واشنطن. وتعرف غيلير بزعمها أثناء حملة الرئيس باراك أوباما الرئاسية بأنه نجل غير شرعي لزعيم "أمة الإسلام" الراحل "مالكولم إكس"، ولا تزال تردد أن أوباما هو مسلم في السر.

كما ظهرت ضمن مؤيدي ويلدرز، منظمة أقل شهرة ولكن ذات دور حاسم في الترويج لجولته، وهي "جمعية الصحافة الحرة الدولية" الحديثة التأسيس، التي يديرها الصحفي النرويجي لارس هيديغازرد، والتي تضم وايلدرز في مجلس إدارتها.

فلعبت الجمعية دورا حاسما في الدفاع عن قضية ويلدرز كقضية حرية تعبير، وذلك في إطار حملة تصويره علي أنه "شهيد" هذه الحرية، علي الرغم من مطالبته في 2007 بحظر القرآن في هولندا بقوله أنه يحتوي علي "خطاب كراهية" لا يختلف عن خطاب أدولف هتلر.

ومن الملفت للنظر أن "جمعية الصحافة الحرة الدولية"، فضلا عن إرتباطها بالمحافظين الجدد (يعمل بها أعضاء بمنتدي دانييل بايبس للشرق الأوسط، ومركز فرانك غافني لسياسة الأمن)، فإن الجمعية علي صلة باليمين المتطرف الأوربي، وبالتحديد الحزب اليميني البلجيكي "فلامز بيلانغ" (الصالح الفلامنكي).

لكنه تردد أن هذا الإرتباط بين الحزب البلجيكي وعدد من أهم مؤديدي ويلدرز، قد يثير المصاعب لهذا الأخير الذي حرص علي القول بأنه مختلف عن زعماء اليمين المتطرف كالفرنسي جان ماري لو بان، والنمساوي جرغ هايدر.

كذلك أن هذه الروابط قد تعقد بصورة خاصة جهود ويلدرز لتسويق نفسه بين التنظيمات اليهودية الرئيسية، وهي التي تعرف بإرتيابها من اليمين الأوروبي المتطرف لتوجهاته المعادية للسامية والفاشية.

وأخيرا، يذكر أن ويلدرز صرح لجريدة "غارديان" البريطانية في العام الماضي "حلفائي ليسوا لو بان أو هايدر". ومع ذلك، فقد صرح في ديسمبر الأخير لجريدة "هآرتس" الإسرائيلية أنه سينظر في تحالف مع الحزب اليميني البلجيكي "فلامز بيلانغ".(آي بي إس / 2009)

What next?

You can also bookmark this post using your favorite bookmarking service:

Related Posts by Categories